وصرخ المذيع :
- قوووو ن ن ن ، قوووو ن ن ن ، قوووو ن ن ن لقد فعلها منتخبنا القومى ، لقد فعلها (صقور الجديان) ، الجماهير التى ضاقت بها المدرجات تهتف سعيدة بهذا الفوز (التأريخى) ، نعم ... نعم ها هو الحكم السنغالى (بابارا دانيا) يطلق صافرته معلنا عن فوز (السودان ن ن ن ) على الفريق (الغانى) العنيد .. ها هم أسود (الجديان) - مفيش حاجه إسمها أسود جديان يلأ مشى - يهزمون الفريق (الغانى) ويتأهلون للعب ضمن الفرق المتأهلة لكأس العالم 2018 المقامة بروسيا .
- خرجت التظاهرات تجوب الشوارع والميادين شى (عربات) وشى ناس ماشة (كدارى) وشى ناس (واقفه) قدام بيوتا ، تعطلت حركة السير ، المحطات التلفزيونية (تشيل وتعيد) فى الهدف (الوحيد) الذى حقق الفوز لمنتخبنا والذى احرزه المدافع (الغانى) فى مرماه !
طغى خبر وصول السودان لكأس العالم 2018 على كل الأخبار وأصبح ليس لديهم هم إلا الحديث عن (تأهل منتخبنا القومى) وجاءت مانشيتات الصحف (وخاصة الرياضية) فى الأيام التالية تحمل عناوين من شاكلة :
.........................................................
- كاس العالم ستكون سودانية 100%
- مية مليون حافز لكل لاعب
- المنتخب القومى يعسكر بجزر القمر !
- التعاقد مع مدرب ليفربول !
- الإتحاد العام يعد بإجراء مباريات تجريبية مع أقوى الفرق العالمية
القرعة
لم تمض ايام قلائل حتى إلتف المواطنون حول أجهزة التلفاز لمشاهدة مراسم إجراء (القرعة) لمعرفة (المجموعة) التى سوف يلعب من ضمنها (منتخبنا القومى) ، على المنصة يقف مستر (جوزيف بلاتر) رئيس الإتحاد الدولى لكرة القدم ( الفيفا) وإلى جانبه (شوربة شوف) رئيس روسيا (الدولة المنظمة للبطولة) يقف من خلفهم رؤساء (الإتحادات القارية) ، بينما جلست وفود الدول المشاركة فى الصفوف الأولى وهاهى (الكاميرا) تدور حيث يجلس أعضاء (الوفد السودانى ) - أكبر الوفود عدداً- يرتدون الزى الوطنى المميز ، تبدأ عملية القرعه التى تظهر نتائجها على شاشات (البلازما) المثبتة داخل الصالة ، تدور (الكرات الزجاجية) التى تحمل داخلها أسماء الفرق المشاركة فى البطولة وها هو منتخب (السودان) يقع ضمن المجموعة الرابعة والتى تضم :
- السودان
- البرازيل
- كرواتيا
- ألمانيا
فور إنتهاء مراسم إجراء القرعة يتم إجراء حوار مع رئيس (الوفد السودانى) بواسطة إحدى (القنوات الفضائية) :
- أيه رأيك والسودان بيلعب ضمن المجموعة التى تضم البرازيل وكرواتيا وألمانيا ؟
- عادى ! حتى نحنا عرفنا (الكورة) دى قبالهم وكنا بنسميها (التيوة)
- هل جهزتم نفسكم لملاقاة الفريق البرازيلى والذى يضم (أعتى) اللعيبة العالمييين؟
- أعتى دى شنو؟ والله اللعيبة (العتاولة) العندنا يخلوهم الكورة دى ما (يشوفوها) بى عينهم ، هم قايلين نفسهم شنو؟ كان هم عندهم (رونالدينيو) نحنا عندنا (السر فينو) وكان عندهم (رينيه ريباس) نحنا عندنا (ود كدباس) ولو المدرب بتاعهم (كارلوس دونغا) أنحنا مدربنا (خضر منقا) !
- يعنى نعرف من كده إنكم ما خائفين؟
- نخاف من منو؟ أفو.. أفو والله أنحنا ناكل النار !
- أنا بسأل سيادتك عن منتخب (البرازيل) مش عن النار!
وسافرنا
تم الإعلان عن (عطلة رسمية) بالبلاد فى اليوم المحدد لسفر منتخبنا حتى تتاح للجماهير وداع الفريق وبث الحماس فى روح أفراده ، إمتلأ مطار الخرطوم والشوارع المؤدية إليه بجموع المواطنين وهى تهتف :
- الكأس الكأس وإلا بلاش
- يا ألمانيا مافى طريقه نحنا عندنا (عبدو سليقه)
- لمى جدادك يا برازيل رايحه تشوفى (نجوم الليل)!
- رياحنا آتية يا (كرواتيا)
- تهليل ... تكبير !!
بينما كان اللاعبون يلوحون بأيديهم وهم يعتلون سلم الطائرة كانت كاميرا التلفزيون تجرى لقاءاً مع مدرب الفريق ( خضر منقا) :
- ممكن يا كوتش تصف لينا شعورك وإنت ماشى تلعب فى كأس العالم؟
- والله شعورى ما بتوصف لكن بإذن الله نجيب ليكم الكأس ده من (قرونو)!
- ومتأكد كده ليه؟
- لأنو الأولاد ديل (علفناهم) تمااااام وعملنا ليهم معسكر ما حصل ولياقتهم مليون فى المية ! أقل واحد فيهم ضارب ليهو 180 (كورية) بتاعت (مديدة حلبه) و200 كباية (موص) و120 (حلة نشاة) و80 صينية باسطة
- وح تلعبو يا كوتش بى ياتو (خلطة) أقصد ياتو خطة؟
- يا أستاذ إنت من زمن (الخطط) ؟ الخطط دى سابوها زمااان جات حاجه بدلا إسمها (إستراتيجية) وأنحنا ح نلعب بإستراتيجية العمق الهجومى المسنود بالتكتل الدفاعى فى منطقة الوسط والأطراف !
يسرنا - سيداتى وسادتى- أن نلتقى بكابتن الفريق (عوض نجاضة) والذى لم تفارق (شارة الكابتنية) كتفه خلال الثلاثين عاماً الماضية والتى حقق خلالها (منتخبنا القومى) عددا كبيرا من الهزائم أقصد النجاحات والتى كان آخرها فوزة (بكأس الصلصة) لما وراء القارات :
- كبتن (عوض) شعورك شنو وإنتو ماشين تلعبو مع فرق عريقه ذى البرازيل وألمانيا وكرواتيا؟
- عادى والله (ننجضهم) ليكم جنس (نجاض) !
- يعنى ح تغلبوهم !
- يا زول ده كلامك والله (الفكى) أقصد المدرب أدانا ليكا جنس (محايه) اقصد خطة نغلب بيها اى فريق مش لو كان البرازيل لو كان (سنغافورة) ذاتا !!
فى المعسكر قبل المباراة
كشئ روتينى فقد قام الأستاذ (عبدو شوفونى) رئيس البعثة بتسجيل زيارة لمعسكر الفريق للإطمئنان على الأحوال مصطحباً معه شخصاً (داكن اللون) يرتدى (جلابية بيضاء مكوية) من غير عمة وينتعل (سفنجة لبنية) مسهوكة الأطراف ويحمل فى يده (شنطة سامسونيت) تحول لونها من (البنى) إلى الأسود .
فورحضوره للمعسكر قام (الأستاذ عبدو شوفونى) بإستدعاء اللاعبين ، حارس المرمى (طه طشاش) ، (فوزى سيخة) و(حسين دكوة) و(فتحى عضة) وبقية اللعيبة الذين جلسوا أمامه كانهم خشب مسنده من آثار السهر (حتى الصباح) والهجيج فى صالات (موسكو) !
وقد قام الاستاذ (شوفونى) بإلقاء (محاضرة) بليغة وقيمة حتى يشعرهم بالمسئولية الكبيرة الملقاة على عاتقهم وهم (يتلاعبون بإسم البلاد) وقد كانت أهم الإرشادات التى ألقاها عليهم حتى يكونوا فى (الفورمة) هى :
- مفيش سف صعوط
- لازم تصحو بدرى
- لازم تتسوكوا بالفرشة والمعجون
- لازم تقولو (بسم الله) قبل ما تاكلو
- لازم تغسلو إيديكم قبل الأكل وبعد الأكل
- لو عاوز تطلب حاجه لازم تقول (لو سمحت) ولو زول أداك حاجه لازم تقول ليهو (شكراً)
- لازم توقروا الكبير وتحترموا الصغير
- لازم تقصوا أضافرينكم عشان ما يشيلو وسخ
ولم ينس فى نهاية المحاضرة أن يحذرهم من (عقوق الوالدين) ووجوب طاعتهم ! كما طلب منهم أن يردو التحية بأحسن منها !
بعد الإنتهاء من توجيه هذه الإرشادات (الهامة) للعيبة الذين كانو ينصتون إليه فى إهتمام وهم يغالبون النعاس أوضح الأستاذ (عبدو شوفونى) ريئس البعثة للاعبين بأن العمل بتلك الإرشادات هو الذى سوف (يضمن) لهم الفوز على النجوم العالميين الذين سيلعبون ضدهم مثل خوزيه الأسباني, واسباجيتي الإيطالي, وزوربا اليوناني! ثم أفسح المجال للشخص (أبوشنطة) الذى كان قد أتى فى معيته والذى إبتدر حديثه للعيبة قائلاً :
- بسمى اللاهو وما شأو اللاهو .. ولا هولتن ولا قوتن إلا باللهى .. إن شأو اللهو تغلبو ناس ديل كووولهم ما تقول (براسيل) ما تقولو (كرواتانيا) إن شأو اللهو كوولهم تغلبوهم وتشيلو (كاس) ترجعو بيهو (خرتوم )!
- وريهم يا شيخنا خلاس (الدوا) !
- (وهو يدخل يده فى الشنطة السمسونيت ويخرج عددا من الحجبات) : شيفى هنا يا أولاد كل واهد يخت (هجاب ده) فى(شراب) بتاأو ، كورة دى مهل ما يمش يجيهو راجع ! وكان تشوتو فى قون (هارس مرمى) ده يشوفو سته سته !
- يعنى هسه يا شيخنا ح نغلب البرازيل دى؟
- (براسيل) شنو ؟ واللهى تغلبوهم أكان (تسأه) أكان (أشرا)!
منتخبنا ضد البرازيل
سيداتى وسادتى من مدينة (موسكو) العاصمة الروسية ومن إستادها إستاد بريتوريا (يعنى ح يكون إستاد اب عنجه) ننقل إليكم هذا الحدث الهام بلقاء السودان والبرازيل ، والذى يديره الحكم اليابانى (كاميكاو) الذى من العمر (45) عاما وهو أب لبنت وولد البنت إسمها (كومى كودا) وبتدرس فى المستوى الثالث بكلية الصيدلة بجامعه (طوكيو) و(شايله ليها مادتين وراسبة فى تلاته مواد ) والود إسمو (كوتانى) وهو عريس جديد لنج وبفتش ليهو فى شقه عشان يسكن فيها على الرغم من أن والده الحكم الدولى (كاميكاو) والذى يحكم هذه المباراة ينتظر حدثاً سعيداً بنهاية هذا العام إذ أن زوجته (شوان لى) اللى هيا (أم الأولاد) تقيله وفى شهرها السابع !
- سيداتى سادتى الآن يطلق الحكم اليابانى (كاميكاو) صافرته معلناً ركلة البداية ، الكورة الآن مع منتخبنا ، يمرر (عبدو سليقه) لحسن كمون ، يرجعها كمون لفتحى عضة الذى يرجعها لطه طشاش ، طشاش يحاول يركز ويشوف كويس ، الكورة لسه مع (طشاش) لسه مع طشاش ، مش ممكن مش ممكن المهاجم البرازيلى (يختف) الكورة من طشاش ، هدف قووووووووووووووووون للمنتخب البرازيلي ليه كده يا (طشاش) مش كان تعمل ليك (نضارات) قبل المباراة؟ عموما مش مشكلة يعنى أيه البرازيل تدينا (قوون) فى الدقيقه الأولى من عمر المباراة ده لسه فاضل على نهاية المباراة 89 دقيقه !
- الكورة الآن فى دائرة السنتر تتلعب من رونالدينهو لرولاندو ، بيطلع (رولاندو) بسهولة -لا باللهى بى صعوبة- من (حسين كرشة) ومن (فوزى سيخة) ومن (السر أقاشى) بيحاور (سليقه) بيطلع منو ، بجيهو كمون (بيغسلو) وكمان (بكويهو) ويطبقو، وبيواجه القون ، أطلع يا طشاش ، أطلع يا طشاش ، طشاش بيطلع بعد الكورة ما تعانق الشباك ، وهدف تانى للبرازيل فى الدقيقه 2 ولسه قدامنا يا شباب 88 دقيقه !
- (بعد 45 دقيقة) : سيداتى سادتى وهكذا ينتهى الشوط الأول من المباراة بفوووووز المنتخب البرازيلي 21/صفر سيداتى وسادتى وقبل أن أنتقل بكم إلى الأستديو التحليلى عاوز أقول ليكم إنو يساعد الحكم (كوميكاو) على الخطوط (المكسيكى) بينيتو (35) سنة وهو (خريج) قانون قسم (آثار) ! وعندو تلاته أولاد وبتين والأرجنتينى (سيرجيو بيزوتا) (32) سنة وعلى وش زواج وبيفتش ليهو فى (شقة) ! سيداتى وسادتى أبقو معنا وح أكمل ليكم بعد ما ننتقل الآن إلى أستديوهاتنا الرئيسية مع الكابتن (حسن طعمية) والأستديو التحليلى للمباراة و لكن قبل ذلك ننتقل إلى فاصل إعلاني !
الأستديو التحليلى
سيداتى وسادتى أيها الأخوة الرياضيون فى كل مكان يسرنى أن أستضيف معى فى الأستديو المدرب السابق والخبير الحالى (عوض كرنجه) كما يسرنا أيضاً أن نستضيف اللاعب الدولى السابق والمدرب الحالى (مختار اب فرار) ، - يلتفت نحو ضيفاه - :
- ذى ما شايفين إنو (البرازيل) متقدمة علينا 21 / صفر ممكن تدينا يا كابتن (كرنجة) قراءة سريعه للملعب فى شوط اللعب الأول ده !
- والله أنا بفتكر إنو لو فريقنا لعب كورة بالأطراف وعمل (مساحات هجومية) كان ممكن النتيجه تتعدل أنا بفتكر إنو اللعيبة ادو دورهم كويس خاصة كبتن الفريق (عبدو سليقه) لأنو فرض رقابة لصيقه باللاعب الخطر (رونالدينيو) وأبطل مفعول كل الهجمات بتاعتو (رونالدينيو كان جايب 16 قون) !
- كبتن (كرنجه) رأيك شنو فى التحكيم؟
- انا بفتكر إنو الحكم اليابانى (كيماكاو) الأداء بتاعو ضعيف ولياقتو (تعبانة) والدليل على كده القون (الخمسطاشر) الجا نتيجة لضربة جزاء غير موجوده لأنو ذى ما كلنا شايفين إنو (رولاندو) وقع براهو (وعبدو سليقه) ما عمل ليهو أى حاجه !!
- يعنى يا كبتن (الشماعه) أقصد يعنى التحكيم فاشل ؟
- أكيد هو أنحنا غير (التحكيم) ده البغلبنا منو؟
- (يلتفت إلى ضيفه الآخر) : كابتن (أب فرار) ماذا تتوقع فى شوط اللعب الثانى ؟
- فى الحقيقة أنا بفتكر حقو أخونا المدرب (حسن منقه) يستفيد من أخطاء المدرب البرازيلى الإرتكبا فى شوط اللعب الأول بإستبدالو للاعب (بيبيتو) لأنو كده ح يعمل (ثغرة) فى الدفاع ممكن يستفيدو منها مهاجمننا وخاصة المهاجم بتاعنا (السر اقاشى) !
- الإخوة المشاهدون شايف الشوط التانى بدأ بالفعل ليهو دقيقتين ... سيداتى وسادتى ننتقل بكم الآن إلى إستاد (بريتوريا) لمواصلة نقل مباراة منتخبنا القومى مع منتخب البرازيل فإلى هناك !
- شكراً الأستاذ (حسن طعمية) فى الأستديو التحليلى ... سيداتى سادتى (قووون) فى كل مكان من إستاد (بريتوريا) نحييكم (قووون) ونواصل معكم مجريات الشوط الثانى (قوووون) بين منتخبنا القومى (قوووون) ومنتخب البرازيل (قووون) والنتيجه الآن (قووون) 67/صفر (قووون) 68 (قووون) 69 (قووون) 70 (قووون) !
بعد إنتهاء المباراة
- (رئيس البعثة فى حنق) : تعال هنا يا (فكى أبكر) إنت مش قلتا إنو نحنا ح نغلب يا (تسأه) يا (أشرا) ؟ يقومو يغلبونا ( تسأين) ؟
- إنتا متأكد إنو لأييبا (لعيبة) أمل (عمل) زى ما انا قلتا ؟
- أيوا كل واحد ختا (الحجاب) فى الشراب بتاعو فوق الكدارة !
- كدارة بتأأ (بتاع) شنو يا ريس أنا قلت يهتوهو (يختوهو) فى شراب ... يأنى فى أسير (عصير) ويشربوهو !![/size]