نحن الذين "قرفنا"!
سمعت قبل أيام (طراطيش) كلام عن منظمة جديدة تحمل اسم (قرفنا), من الواضح أنها قامت على غرار منظمة (كفاية) المصرية. ولم أعتقد أن الموضوع (جد جد)، إلا بعد أن شاهدت تقريراً عنها في قناة (العربية)، فهذه القناة لا تهتم إلا بـ (الظواهر الجادة) في المجتمع السوداني! و (الدليل) على ذلك أنه تم بث هذا التقرير في نفس الأسبوع الذي بدأت فيه مصانع السكر السودانية في إنتاج (800) ألف طن من السكر، وهو نفس الأسبوع الذي تم فيه ضخ (500) ميقاوات من سد مروى ، لكن القناة لم تر في ذلك الأسبوع ما يستحق العرض غير (قرفنا) ، و التي هدد (زعماؤها) بإسقاط المؤتمر الوطني! (ما علينا)، القناة من حقها أن تعرض ما يحلو لها، فـ (فضاء ربنا) واسع وليس عليه ضرائب و لا (جبايات)! لكن من حقنا أن نقول رأينا في (قرفنا) هذه. بادئ ذي بدء، نقرر أن الاسم سخيف و (مقرف)، ويعكس كميات (القرف) المخزنة في البطون والأرحام التي خرجت منها التسمية (المقرفة). ونقرر كذلك أن من حقهم أن يقولوا ما يقولون، لكننا نريد أن نطمئن أنهم يفكرون بطريقة تجعلنا مطمئنين أنهم (سيحسنون التصرف) عندما تؤول إليهم المسئولية في إدارة البلاد. نقلت القناة بعض (مناشط القرف) التي يمارسها (المقرفون) هؤلاء! ظهر بعضهم وهم (يرقصون) ويصفقون ويتمايلون (طرباً) أو بفعل أشياء أخرى، الكاميرا لم توضح! أعلنوا العزم على هزيمة المؤتمر الوطني . حسناً! كثيرون يحلمون بذلك، فليس على (الأحلام) في عهد الإنقاذ ضرائب ولا رسوم، أيضاً! جماعة القرف قالوا أنهم سيفعلون ذلك عن طريق الانتخابات! لم يسألهم المذيع عن عدد الناخبين الذين (نقلوهم) بعربياتهم و سجلوهم في السجل الانتخابي! ألم أقل لكم أن (الأحلام) ليس عليها ضرائب ولا رسوم؟ لكنهم أصروا على هزيمة المؤتمر الوطني. كان (غيركم أشطر)! هذا النظام الذي دوخ أعتى دول الاستكبار العالمي في الخارج ، وفي الداخل دوخ فلان وفلان وفلان...لا يمكن أن تهزمه منظمة (لقيطة) مجهولة الأبوين. ثم إننا نود أن نوجه بعض الأسئلة. لماذا (يقرف) الشباب و كل واحد منهم وجد مقعداً في جامعة؟ لماذا ( يقرف) الشباب وهم يرون آلاف الكيلومترات يتم رصفها، وعشرات السدود والجسور يتم إنشاؤها؟ إن الذي (يقرف) من خط الأنابيب الذي يشق الصحارى ينقل بترول السودان إلى العالم ، لهو إنسان ينبع (القرف) من داخله! وعليه أن يعالج نفسه. إن حزباً يهزمه أولئك الراقصون و(الراقصات), يستحق الهزيمة وليذهب غير مأسوف عليه! إننا ولله الحمد (مطمئنون) إلى شبابنا. هم الذين رأيناهم في كل المعارك، ففي زمن الحرب، قدموا أرواحهم رخيصة في سبيل الله والوطن، بينما كان شباب (القرف) يغنون ويرقصون. وعندما وضعت الحرب أوزارها، تحول شبابنا (بورك فيهم) إلى معاول للبناء، فهم يلبسون (الخوذات) أعلى سد مروي وهم الذين بنوا وشيدوا الطرق وفي معركة التسجيل وجدناهم يعبئون الناخبين لمعركة (أبريل) الفاصلة. أقول لكم نحن الذين (قرفنا) من هذه الألاعيب السخيفة. قرفنا من تلك المسرحيات التي ما أن نطرد ممثلي واحدة منها من على خشبة المسرح، من شدة (قرفنا) من أدائهم المقرف ،حتى تعتلي المنصة مجموعة (أقرف) من سابقتها! نحن الذين (قرفنا) ونحن نشاهد بعض العابثين الذين يريدون لهذا الوطن أن يتوقف في محطة الفشل والجمود والفوضى و (ميوعة) المواقف. نحن الذين قرفنا من بعض الذين يصورون هذا البلد العظيم، وكأنه كتب عليه ، و خلق ليعيش في هذه الفوضى وهذا الاضطراب (المقرف) أبد الدهر.لكننا نؤكد لهم أن عهد (القرف) قد دنت نهايته. نؤكد لهم انه لم يبق لـ (أبريل) سوى أسابيع. عندها سيدخل كل (فأر) جحره، ويعرف كل (مقرف) محيط قرفه، ويعلم كل (قزم) حجمه الحقيقي وأين يقف وباسم من يتحدث. حينها سنوزع أطناناً من (الليمون) الذي يعالج (الطمام) ويزيل (القرف)!
عبدالرحمن الزومة