الجالية السودانية بفلادلفيا
الجالية السودانية بفلادلفيا
الجالية السودانية بفلادلفيا
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


النادي السوداني الامريكي الثقافي بفلادلفيا الكبري


 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخولجمال محمد أحمد - سودانيٌ يحمل شمسهُ على جبينه. 410دخول الاعضاء

 

 جمال محمد أحمد - سودانيٌ يحمل شمسهُ على جبينه.

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
عبدالحميد أحمد




ذكر عدد المساهمات : 2
تاريخ التسجيل : 22/10/2012

جمال محمد أحمد - سودانيٌ يحمل شمسهُ على جبينه. Empty
مُساهمةموضوع: جمال محمد أحمد - سودانيٌ يحمل شمسهُ على جبينه.   جمال محمد أحمد - سودانيٌ يحمل شمسهُ على جبينه. Emptyالثلاثاء أكتوبر 23, 2012 2:38 am



سودانيٌ يحمل شمسهُ على جبينه.
بقلم: عبد الحميد أحمد محمد

"فكر جمال، كوجهه، سيظل أبد الدهر جهير الرواء" قال د. منصور خالد بعد خمسة وعشرين عاماً مضت على اليوم الذي أُلحِد فيه كاتب سرّة شرق ومترجم "إفريقيا تحت أضواء جديدة" قبر موحش ووسد الثرى والتراب.
على بوابة منزله بالخرطوم كان يكتب: "جمال محمد أحمد- سرّة شرق"
وكانت "سّرة شرق" بلدته التي طمرتها مياه النيل وأتت عليها ،إثر فيضان بحيرة السد العالي، فيما أتت عليه من بلاد النوبيين أقصى شمال السودان، تلك الجنة المفقودة ظلت تشد جمالاً بحال الذكرى وتكبله فلا ينفك من إسار الحنين إلى ماضيها العبِق مهما سعى إلى التعويض عن ذلك بالأسفار وأختيار الأماكن التي تشابه قريته القابعة في قعر النيل الطامح، إلى تلك البيئة وتلك النشأة القروية يرد جمال محمد أحمد، الفضل في تفتّح عقله واتساع مداركه: "مجتمع القرية الصغير في "سرّة شرق" هو الذي رعى عقلي منذ الصغر وسرت بفضل الله في ذلك المجتمع بالذهاب إلى المدرسة، هذه الميزة جعلتني أقضي وقتاً طويلاً مع الكتب. في "سرّة شرق" كنت أقرأ (هـ.ج. ويلز) عن تاريخ العالم الذي استهله من بابل وآشور.. أنا قروي ولا يمكن لمرور الزمن أو إختلاف الأماكن أن يؤثرا في طبيعتي القروية ولذا فإن أثر "سرّة شرق" تجده في معظم كتاباتي وإن جاءت على غير وعي مني."
جمال هنا، في حبه وولعه بمراتع صباه غير أبي عبادة، البحتري ذاك الذي قلع أوتاده وسدر بعيداً بعيدا

"إِنّي تَرَكتُ الصِبا عَمداً وَلَم أَكَدِ مِن غَيرِ شَيبٍ وَلا عَمدٍ وَلا فَنَدِ

مَن كانَ ذا كَبِدٍ حَرّى فَقَد نَضَبَت حَرارَة الحُبِّ عَن قَلبي وَعَن كَبِدي"

شاعر فرنسي ذلك الذي أمكنه القول: "الآلهة تمنحنا مطلع القصيدة ونحن نكملها.." إنما صاحب العبقريات "العقاد" ولا ريب هو القائل: "الشعر من نفس الرحمن مقتبس والشاعر الفذ بين الناس رحمن" في ليلة الإحتفاء بتراث جمال وذكراه ومن بعد ربع قرن من الزمان قال أحد مريديه: " كانت منثورات جمال فيها شئ من نفس الرحمن. لا غرو في أن جمالاً كلما أشار إلى العقاد كان يقول سيدي العقاد، أو يضيف رضى الله عنه.."
من ذات مشكاة الفرنسي "فاليري" والأستاذ "العقاد" الموصولة بإلهام الآلهة ونفس الإله. كان يخرج أدب جمال وفنه وتراثه كله، الآلهة هي التي أمدته بالمطلع فكتب (ولايات النيل المتحدة) النبوءة التي نعايشها اليوم. في تلك المخطوطة التي لم تطبع بعد كان جمال كمن أطلع الغيب فرأى المستقبل –حاضرنا الذي نعيشه ونكابده- يقرأه، يحلله ويحدِّث عن تفاصيله، ذات الحس الذي تجده في كتابه الآخر (العنصر الديني في اليقظة الجزائرية) يمكنك هنا أن تقرأ حركة المجتمع الجزائري حتى يومه هذا وتستشف من آخر ملامحاً للمجتمع السوداني والمجتمع المصري كذلك، من أين له كل ذلك الإلهام السماوي الفريد..؟ تعينه في جميع أعماله الأدبية والفكرية لغة ناصعة فريدة حتى أن بروفيسور علي المك وسم لغته بخصوصية فأسماها "لغة جمال" يقول في معرض تعليقه على كتاب (وجدان إفريقيا): "هذا الكتاب لا يضيف مادة جديدة فحسب بل هو امتداد لما يمكن أن نسميه لغة جمال محمد أحمد. تلك التي تدخل الأذهان والافئدة غازية مقتحمة وهي قادرة لأصالتها أن تقتحم. ربما قاومتَ زماناً، ولكنك لا بد أن ترفع راية الإستسلام حين تلح عليك بسحرها" وعلى ذلك كانت شهادة د. منصور خالد "لا غرو في أن ينتهي الأمر بجمال المستعرب لأن يكون واحداً من جهابذة تلك اللغة عندما أضحى عضواً في مجمع اللغة العربية."

يقول تلامذته ومعاصروه: أنه كان نوبياً سودانياً وعربياً إفريقياً، ثم هو من بعد متجاوز لكل هذه المكونات والإنتماءات ليكون "إنساناً" الإنسانية التي أهلته لأن يكون ناطقاً بسم كل الشعوب في جميع أوطانها وبقاعها.. "ما أبعد الشقة بين "سرّة شرق" وأكسفورد." يتعجب الطيب صالح.! جمال نفسه حار من ذلك المسير الطويل: "لا أعرف حتى الأن كيف عبرنا –زوجتي وأنا- الطريق من سرّة شرق إلى أكسفورد والعكس."!

على أنك تجد عند الرجل حالة من التصالح مع أفريقيته قل أن تجدها عند أضرابه من الأدباء والمبدعين السودانيين الذين طالما أبدوا برماً وشكوى من نظرة الإنتقاص التي غالباً ما يصوبها إليهم أندادهم من الأعاريب، الفيتوري عبّر عن ذلك والطيب العباسي قال: "ءلأن السواد يغمرني..؟ ليس لي فيه يا فتاة يدُ". ربما لأن جمالاً الوزير ،ومن قبل السفير، تميز بالمكانة السياسية والنفوذ وهاتان الميزتان مكنتاه من مخالطة الرؤساء وكبار السياسيين وكبار الأدباء والشعراء العرب فهو بذلك يبدو متجاوزاً لحواجز السودانيين التي شكوا منها فأطالوا الشكوى، حاجز سواد اللون.. وإذ جأر الشعراء السودانيون بتلك الشكوى فالإحساس عميق لديهم أن ذلك يحول بينهم وبين ما يستحقون من الإعتبار والإكبار. إنما جمال كان متصالحاً مع ذلك لا تكاد تجد له أثراً في شئ من تراثه حتى أنه يقول: "أن أسخف سؤال واجهه. حين سئل: عربيٌ أنت أم أفريقي.؟"

رحل جمال وخبأ روحه، رحل قبل أن يشهد أهل هذا الزمان البئيس، كان أشد خوفه على السودان مما اسماه "تحالف الدين والعسكرية" وكان قد شهد بصيصاً من ذلك في آخر سنوات مايو، تلك لم تك تجربة سعيدة بالنسبة لجمال، أما هذه التي ما نزال نعايشها فهي ولا ريب نوع من المأساة رحم الله جمالاً إذ لم يشهدها بدأت بذلك التحالف وانتهت إلى أن فقدنا الإثنين، فلم نحفظ ديننا ولم نحفظ عساكرنا. هكذا كان يرى جمال ويقرأ في تجارب الأمم من حوله يقول: "هذا الحلف عرفته بقاع كثيرة في هذه المنطقة، ولم يأت خير في كير منها إذ تقوم على مبدأ "الكلام الذي يدور بيني وبين العالمين خراب" هو قول غريب والعالمين هم صنع الله ويستحيل أن تنادي لإقامة شرع الله وبينك وبين خلقه خراب.!" لقد رحم الله جمالاً إذ لم تقرع أذنيه صيحات الهوس والخراب "فالترق كل الدماء" تلك التي انتهت بالوطن إلى التقسيم وأفضت بالشعب إلى التفرقة. وما يزال جمال يطرح سؤاله علينا كل حين:

"من يدري ربما أسلمناكم بلداً واحداً عزيزاً. ولكن إن أخفقنا، لمَ كان إخفاقنا؟ أسألوا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الهادي محمد علي ادريس
Admin



ذكر عدد المساهمات : 252
تاريخ التسجيل : 19/10/2010

جمال محمد أحمد - سودانيٌ يحمل شمسهُ على جبينه. Empty
مُساهمةموضوع: رد: جمال محمد أحمد - سودانيٌ يحمل شمسهُ على جبينه.   جمال محمد أحمد - سودانيٌ يحمل شمسهُ على جبينه. Emptyالسبت أكتوبر 27, 2012 10:27 am


اقتباس :
"هذا الحلف عرفته بقاع كثيرة في هذه المنطقة، ولم يأت خير في كير منها إذ تقوم على مبدأ "الكلام الذي يدور بيني وبين العالمين خراب" هو قول غريب والعالمين هم صنع الله ويستحيل أن تنادي لإقامة شرع الله وبينك وبين خلقه خراب.!" لقد رحم الله جمالاً إذ لم تقرع أذنيه صيحات الهوس والخراب "فالترق كل الدماء" تلك التي انتهت بالوطن إلى التقسيم وأفضت بالشعب إلى التفرقة


100%



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
جمال محمد أحمد - سودانيٌ يحمل شمسهُ على جبينه.
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» النبي محمد صلى الله عليه و سلم
» حفل عصام محمد نور الاخير بفرجينيا
» كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الْمَوْتِ .. عزاء ال الجد
» ما تشوفين شر - يا أم محمد
»  محمد فضل الله عريساً

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الجالية السودانية بفلادلفيا :: المنتدى العام-
انتقل الى:  
مسلسلات وافلام عربية

مسلسلات عربية

افلام عربية