لمحبي هيثم مصطفي..برنس الكرة السودانية

(أنت لست أكثر من لاعب كرة.. ستذهب مثلما ذهب الكثيرون من

قبلك). عندما يسمع أحد الأشخاص توبيخاً كهذا سيكون بالتأكيد في

غاية الإحباط، خاصة عندما يأتي من البابا الهلالي الطيب عبد الله،

ولكن كانت هذه العبارة بداية التغيير الإيجابي والطريق الواسع

نحو نجومية برنس الكرة السودانية هيثم مصطفي.



(1)

تتأدب كرة القدم في حضرته وتقدم له فروض الولاء والطاعة لا تعصي

له امرا كرويا وتذهب وهي سعيدة تماما الى المكان الذي

(يقصده).. تمريراته الساحرة تسحر العقول والألباب وتتنافس في

ما بينها لسرقة المشاهد من نفسه وتنجح في إبعاده عن دنيا

الواقع تماما وتحلق به بعيدا في سماوات من الروعة والنشوة..

باختصار هو النجم (الحلم) الذي يتمناه كل فريق وكل مدرب وكل

جمهور ولا نبالغ اذا قلنا انه طفرة ابداعية في الزمن الكروي

المعاصر.

منذ نعومة أظافره أحب الكرة وتلمس طرقاتها في أزقة الاحياء

والحواري، تمنى أن يكون لاعباً كبيراً وان يلعب لعشقه الاول

الهلال، بدأ اول خطوات الحلم حينما التحق برابطة ناشئي حي

الدناقلة, وهناك لمع الفتى اليافع وتفجرت مواهبه مما جعل أعين

كشافي الأندية تلاحقه وتطلب وده, فانتقل في صفقة كبيرة حينها

الى فريق الامير البحراوي القابع في الدرجة الثانية.. وهناك

صقلت الموهبة أكثر ولمع نجمه كاحد اميز نجوم اندية الدرجة

الثانية العاصمية, واستمرت موهبته في التدفق لتحول انظار

كشافي اندية المقدمة اليه طلباً لتوقيعه.



العين الهلالية الفاحصة ممثلة في المرحوم شيخ إدريس كباشي

اكتشفته في الامير البحراوي وقدمته للهلال الذي كان يعج

بالنجوم.. وبدا للوهلة الاولى ان الفتى اليافع لن يجد له موطئ

قدم في التشكيلة الزرقاء نسبة لصغر سنه, ولكن موهبته وفنياته

العالية فرضته سريعا على الاهلة.. ومنذ بداياته ظهرت عليه

علامات النبوغ الكروي فسحب البساط من تحت اقدام لاعبي الوسط,

واحتل موقعه عنوة واقتدارا بفضل موهبته الكروية الفذة, ومنذ

دخوله لتشكيلة الازرق لم يخرج منها الا لظروف اضطرارية مثل

الاصابات او الامراض الحياتية المختلفة.



(2)

الوصول لمرحلة النجومية الراسخة لا يأتي إلا بعد سنوات عامرة

وحافلة بالتميز والاجادة, ولا نقصد بالطبع النجومية التي تخلقها

الصدف لانها لا تستمر طويلا, واستمرارها يعني ان صاحبها متفرد

وصاحب خصوصية ابداعية لا تتوافر لابناء جيله, حتى اصبح عنوانا

لهم. وتكفي هيثم مصطفي دليلا على نبوغه وتميزه الالقاب المميزة

جدا التي اطلقها عليه الجمهور واولها (البرنس)، ولم يحتج احد

حتى من غير انصار الهلال ويدعي أن هيثم ليس اميرا للكرة

السودانية، وعندما ازداد بريقاً ولمعاناً مع الايام اطلق عليه

لقب (سيدا), ومعنى اللقب وحده كفيل بتوضيح درجة القناعة التي

وصل لها الجمهور الرياضي في السودان, بالموهبة والتفرد

والتميز الذي وصل له عميد لاعبي الهلال وعميد المنتخب القومي..

ولأن من يجزل العطاء ويخلص للكرة تخلص له اصبح (سيدا) هو (سوبر

استار) الكرة السودانية, وبكل تأكيد فإن اقتفاء اثره والسير

على طريقه وتحقيق ما وصل اليه امنية تراود كل لاعبي كرة القدم


في السودان .

(3)

ولد هيثم مصطفي الملقب بـ(البرنس) في 19 يوليو 1977م وبدأ

حياته الاحترافية في فريق الأمير البحراوي, ليعلن عن ميلاد لاعب

مميز يمتلك موهبة حقيقية لفتت اليه أنظار أندية القمة لينضم

في عام 1995 إلي نادي الهلال وينطلق الى عالم الشهرة والنجومية.



يعتبر هيثم مصطفي من أفضل الذين حملوا شارة المنتخب الوطنى,

فهو ليس قائدا فقط بل نجم للفريق وقاسم مشترك في كل

الانتصارات، ويتمتع بروح القيادة وهذه سمة نادرة في الملاعب

الكروية، فمنذ اعتزال جيل حامد بريمة وطارق احمد ادم، ظلت

شارة قيادة المنتخب الوطني متارجحة بين العديد من اللاعبين إلى

ان استقرت اخيرا عند اللاعب هيثم مصطفي, والذي شهد المنتخب في

عهده العديد من الإنجازات, اضافة الى اجادته قيادة المنتخب

خارج الملعب والتصدي لكل الخلافات التي تحدث بين اللاعبين.



يستحق أن يكون ضمن زمرة القادة الأفذاذ في عالم كرة القدم من

قبيل الهولندي الطائر يوهان كرويف والفرنسي ميشيل بلاتيني.


يتهم الكثيرون هيثم مصطفي بأنه لاعب مغرور معتمدين على الكثير

من الشواهد على ذلك, مثل أنه لا يصرح لأي صحفي ويخص أصدقاءه من

كبار الصحفيين فقط بالحديث, بل ويهاجم الصحفيين في الكثير من

الأحيان ويتعالى عليهم, والجميع استنكروا حادثة تجاوزه للاعبي

منتخب 1970 في غانا في الوقت الذي ذهب بقية اللاعبين لمصافحتهم

والتعرف عليهم, كما أنه متعالٍ على الجماهير أيضاً فهو لا يقف

لالتقاط الصور مع المشجعين كثيراً دون مراعاة لمشاعرهم كما لا

يستقبل مكالمات من المعجبين.



(4)

من أشهر تصريحاته: (يمكنك شراء أي صحفي بصحن فول)، وجر عليه

هذا التصريح الذي أدلى به قبل فترة طويلة مشاكل عديدة, ولكنه

عاد وتمسك به وهذا يدل على أنه يقول رأيه دون خوف من الإعلام.

وكذلك تصريحه الذي توعد فيه الحضري ولانه محبوب من الجماهير

كادت أن تفتك بالحضري عند زيارته للخرطوم مع الأهلي.

من أشهر الصراعات في تاريخ الهلال بين اللاعبين والاداريين كان

الصراع بين رئيس الهلال الراحل الطيب عبد الله وهيثم مصطفى في

أواخر موسم 2001م, والذي فقد فيه الهلال الدوري لمصلحة غريمه

التقليدي المريخ, وقد اتهم الطيب عبد الله قائد الفريق حينها حمد

كمال وهيثم مصطفى بتحريض اللاعبين, وتم إيقافهما, وقيل إن هيثم

احتد في النقاش مع الطيب عبد الله الذي لم يتوانَ في طرده قائلاً له

بأنك لست أكثر من لاعب كرة ستذهب مثل ما ذهب الكثيرون من قبلك،

ولكن في نهاية المطاف استفاد هيثم من الدرس حتى أصبح قائداً

للهلال والمنتخب الوطني، نتيجة لالتزامه داخل وخارج الملعب.



هيثم مصطفى وبقدر ما هو لاعب محبوب ومميز وله جمهوره إلاّ أنه لاعب

انفعالي من الدرجة الأولى ولا يرضى الظلم, ودائماً ما يكون رده

قاسياً على استفزازات الخصوم مثلما حدث مع الحارس المصري

الشهير عصام الحضري, الذي لم ينسَ له هيثم موقفه المستفز للهلال

في القاهرة حتى في مباراة السودان ومصر التي تبسم فيها الحضري

في وجه البرنس أكثر من مرة دون أن يهتم به كثيراً.



(5)

بمثلما ذكرنا السلبيات في شخصية برنس الكرة السودانية هيثم

مصطفى, فمن واجبنا التطرق إلى الإيجابيات فنجد أن أبو (محمد) و

(آية) اشتهر بأنه صديق للمساجد, فهو دائم الحضور فيها ولا يمنعه

أي شيء عن الصلاة, حتى وإن كان الفريق على سفر داخل أو خارج

السودان.



الشارع الرياضي عموماً لا يعرف هيثم مصطفى كرار الصوفي، الذي

يمشي حافي القدمين بمنزل ومسيد الشيخ محمد الخير بمربع ستة

بالفتيحاب، كما لا يعرفون هيثم الذي يحرص على صلاة التهجد في

العشر الأواخر من رمضان بمسجد الشيخ محمد الخير، ومما لا شك فيه

فإن الذي أخذ انطباعاً سيئاً عن (سيدا) من خلال ما تكتبه الصحف

الرياضية السيارة, منددة بأسلوبه داخل المستطيل الأخضر، وقد لا

يصدق هؤلاء الأشخاص أن ذاك الهيثم متصوف ومتدين حد التبتل خصوصاً

إذا كانوا من الذين يطالعون يومياً ما تكتبه الصحف الرياضية عن

هيثم ويصدقونه.

وبما أن التفكير السالب في المنافسة الرياضية يسيطر على

العقول، فإن الذين يعرفون أن هيثم على علاقة وطيدة بالشيخ محمد

الخير، يتجه تفكيرهم سريعاً للدجل والشعوذة ويربطون ذلك بتألق

النجم الرياضي داخل المستطيل الأخضر، ولكن في الوقت نفسه إذا

علم هؤلاء بأن الشيخ المهذب الشيخ محمد الخير لا يحضر ولا مباراة

واحدة للهلال او المريخ، بل ينصح كل من يفكر بهذا الاسلوب وكأن

محمد الخير يريد أن يزرع ثقافة التصوف وسط لاعبي كرة القدم، رغم

أن بعض المشايخ يرون بأن كرة القدم عبارة عن لهو ليس الا، ولكن

الحنكة الزائدة والكاريزمة الواضحة للشيخ المذكور, أجبرت كابتن

فريق الهلال الرياضي على الجمع بين المسارين (التصوف وكرة القدم)

، هذا بجانب أنه سفير النوايا الحسنة لدى الأمم المتحدة.

هيثم مصطفى تميز بأنه من أكثر اللاعبين مساهمة في المناسبات

الاجتماعية, فهو دائم الوقوف مع زملائه في كل محنة. وعرف عنه في

الفريق أنه سبَّاق إلى الواجب ولا يتوانى عن زيارة لاعب مريض أو

حدثت له أي ظروف اجتماعية ودائم المشاركة لزملائه في افراحهم

واتراحهم.

(6)

يعتبر هيثم مصطفى المتزوج من صيدلانية عن قصة حب بجامعة التقانة

تخصص إدارة أعمال من اللاعبين القلائل في الملاعب السودانية

الذين, تمكنوا من الاستمرارية في الملاعب لما يفوق العشر سنوات

فقد تسجل هيثم في الهلال عام 1995م, وقبل ذلك كان لاعباً في الامير

البحراوي وبذلك نجد أن سنوات عطاء هيثم وصلت إلى 15 عاماً, اسوة

باللاعبين الكبار في عالم كرة القدم امثال الفرنسي زيدان

والالماني ماتيوس، وأن استمرار هيثم في العطاء يدحض مقولة أن

اللاعب السوداني عمره قصير في ملاعب كرة القدم.

وللبرنس الكثير من الإنجازات الشخصية ومنها نيله لنجومية الموسم

عدة مرات, وفي الموسم 2008 نال لقب افضل لاعب في بطولة الدوري

الممتاز, كما يعتبر أكثر لاعب سوداني من حيث المشاركات

الخارجية, إضافة الى انه نال نجومية مباراة السودان وزامبيا في

بطولة امم افريقيا الاخيرة, وقد اكتسح تشكيلة منتخب العرب مرات

عدة, وقد نال جائزة صانع اللعب الاول في السودان مرات عديدة وهو

لاعب متميز في هذا الشأن.

To be continued....
World.ov.Spring

curios? ok...

إضافة إلى ذلك يعتبر من هدافي نادي الهلال في البطولة الأفريقية

بتسجيله 6 أهداف متساوياً مع جكسا خلف الهداف الأول للهلال

ويشاركهما بنفس الرصيد من الأهداف المحترف النيجيرى قودوين،

ذلك رغم فإن البرنس لاعب وسط في المقام الأول وجاءت أهداف هيثم

مصطفى مع الهلال على النحو التالي:

في بلدية المحلة في دور الـ16 لبطولة الكؤوس الأفريقية عام 2003

في سان جورج في الدور الأول لبطولة الاندية الابطال عام 2004

في الاشانتي الغاني في بطولة الكونفدرالية في دور الثمانية عام 2004

في الرينجرز النيجيري في بطولة الكونفدرالية في دور الثمانية عام 2004

في الترجي التونسي في الدور الاول لبطولة الاندية الابطال عام 2005

في البوليس اليوغندي في تمهيدي بطولة الاندية الابطال عام 2006

ويعتبر هيثم مصطفى من اكثر اللاعبين مشاركة مع المنتخب في

السنوات الأخيرة، كما أنه حمل شارة القيادة لما يقرب من خمس

سنوات، ومن إنجازاته مع المنتخب، الفوز بكأس شرق ووسط أفريقيا

سيكافا للمنتخبات عام 2006 في إثيوبيا بعد الفوز على منتخبات

كبيرة مثل يوغندا، كما قاد المنتخب لتصدر التصفيات العربية في

لبنان والصعود إلى الأدوار النهائية، كما قاد المنتخب للوصول

إلى نهائيات أمم أفريقيا بعد غياب دام لأكثر من 30 عاماً

بإسهامه في وصول المنتخب إلى نهائيات غانا 2008م.



(7)

فاز هيثم مع الهلال بكل ألقابه في الدوري الممتاز، بواقع 9 مرات

من أصل 14 بطولة لعبت حتى الآن, فقد فاز الهلال بالنسخة الأولى

للبطولة عام 1996، كما فاز بالنسختين المربع الذهبي الثالثة

والرابعة عامي 1998 و1999 وبعد غياب دام ثلاث سنوات عن الفوز

بالبطولة جاء الهلال ليفوز بها خمس مرات متتالية, أعوم: 2003 ,

2004 , 2005, 2006، 2007م ثم عام 2009 أخيرا.. كما فاز هيثم

مع الهلال بألقابه في بطولة كأس السودان فقد فاز بها خمسة

أعوام 1998 و2000 و2003, ،2004 ،2009 .

يعتبر هيثم مصطفى من اكثر اللاعبين تحقيقاً للانجازات في الكرة

السودانية برفقة فريقه، فقد حقق العديد من الإنجازات مع ناديه

مثل احتلال المركز الثاني في كأس الكؤوس العربية عام 2002

بتونس خلف نادي الملعب التونسي، والمركز الثالث في بطولة دوري

أبطال العرب عام 2006 بعد تخطي أندية كبيرة مثل الوداد

المغربى، والتأهل إلى دور المجموعات في الكونفدرالية عام 2004

كأول مرة لفريق سوداني، والتأهل الى دور المجموعات في بطولة

الأندية الأبطال كأول نادي سوداني عام 2007 يحقق ذلك الانجاز.


(

البرازيلي ريكاردو أحد أكثر المدربين الذين أكد البرنس أكثر من

مرة أنه يحترمهم جداً تحدث ذات مرة متغزلاً في هيثم مصطفى

بالقول: (أولاً البرنس لاعب غير عادي ويستحيل أن تجد لاعباً تتوافر

فيه مقومات الكابتن هيثم مصطفى, فضلا عن انه لاعب مهاري ويجيد

صناعة الأهداف وإحرازها، وهو يتمتع أيضاً برؤية كبيرة عندما

تكون الكرة بحوزته, لذلك فهو لا يجد صعوبة في صناعة الأهداف

لمهاجمي الهلال. والشيء الآخر الذي لا يتوافر في أي لاعب سوداني

هو الكاريزما الفريدة التي يتمتع بها اللاعب هيثم مصطفى, سواء

كان في قيادته للفريق القومي أو فريق الهلال, وخلال أعوامي مع

الهلال شعرت بان للبرنس دما أزرق يستمد منه قوته من اجل أن

يقدم كل شيء للهلال الذي يعتبره جزءاً من تكوينه الجيني, وهذا

بدا واضحا بالنسبة لي في آخر لقاء الفريق أمام مريخ الثغر

عندما لاحظت أن هيثم مصطفى مريض ويكثر من الغثيان, فعندما طلبت

منه أن يغادر الملعب رفض بشدة وتمسك بالمشاركة, والأمثلة التي

تؤكد حب البرنس للهلال وللفريق القومي كثيرة, ولكل هذا أعتقد

أن لاعباً بهذه المميزات لن يتكرر أبدا بالسودان).

شهادة أخرى في حقه هي تلك التي قالها مدرب بلدية المحلة

المصري المقتدر فاروق جعفر عندما سألناه عن الأثر الذي تركه

غياب البرنس عن لقاء الإياب, فقال بالحرف الواحد: (الهلال هيثم

مصطفى) ولو لعب الهلال مباراة ثالثة في غيابه فلن يصل لشباك

البلدية.

(9)

يُفضِّل هيثم مصطفى السباحة ويقول إنه لو لم يكن لاعب كرة قدم لكان

سبّاحاً.. وأنه يسعى للتخلص من شيئين هما الخجل الشديد وحدة

الطبع.. ويقول إنه ولد خجولاً وظل كذلك وهو يعلم أنّ ذلك أمر غير

جيد, موضحاً أنه يكون في قمة الحياء عندما يأتي الحديث للمسائل

المالية.

أحمد علي عبد القادر Credits go to

World.ov.Spring

اقتباس :

ويتمتع بروح القيادة وهذه سمة نادرة في الملاعب

?????????

عندنا مريخابيين ولا شنو